حضر سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، امس الأحد، جلسة حوارية نقاشية حول صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن والوطن العربي، ضمن فعاليات القمة الثامنة لصناعة الألعاب الإلكترونية التي بدأت أعمالها في عمان أمس السبت تحت عنوان "الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا".
الجلسة الحوارية النقاشية، التي عقدت في متحف الدبابات الملكي، بمشاركة شركات أردنية وعربية وعالمية إضافة إلى المطورين المستقلين في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، ركزت على آليات توفير البيئة الملائمة لمساعدة المشاركين على الابتكار، والتشبيك بينهم، وبما يسهم في تطوير ودعم صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن وسبل ترويجها في السوق العالمي.
ورحب سمو ولي العهد بالمشاركين، وأكد أهمية الاستفادة من الطاقات الإبداعية التي يمتلكها الشباب الأردني، والعمل على تنميتها، خصوصا في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية التي تشهد نموا سريعا ومن شأنها توفير فرص العمل للشباب.
وأشار سموه إلى أهمية القمة لجهة تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب بين مطوري الألعاب الأردنيين ونظرائهم المشاركين من باقي الدول الذين يمثلون كبرى الشركات في هذا المجال.
وأٌعلن، خلال الجلسة، عن شراكة بين صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وSteel Media المنظمة لفعالية Pocket Gamer Connects العالمية لتصبح قمة صناعة الألعاب الالكترونية إحدى فعاليات Pocket Gamer في الأردن وعلى أجندتها العالمية وذلك بعد نجاح القمة في الأعوام الثمانية الماضية.
وأوصى المشاركون في الجلسة إلى تطوير المواهب الأردنية في صناعة الألعاب الإلكترونية وتحسين مهاراتهم في التصميم والبرمجة وأساليب التجارة وتقنيات الاستحواذ على المستخدمين، وبناء برنامج تدريب عملي لهذه المواهب مع الشركات العالمية، وتأسيس صندوق للاستثمار، وتطوير مشروع مختبر الألعاب الأردني الذي ينفذه صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، ليصبح محور التنسيق لقطاع صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن مع الشركات المحلية والعالمية.
كما اطلع سمو ولي العهد على مختبر الألعاب الأردني المتنقل، حيث شاهد عددا من تصاميم الألعاب الإلكترونية، التي جاءت بناء على أفكار الشباب الأردنيين الإبداعية.
يشار إلى أن القمة الثامنة لصناعة الألعاب الإلكترونية، ينظمها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وتعقد في مسرح مجمع الملك الحسين للأعمال على مدى يومين، ضمن نشاطات مختبر الألعاب الأردني بالتعاون مع رابطة صانعي الألعاب الإلكترونية.
وتبحث القمة، التي يشارك فيه 700 شاب وشابة من ممثلي الشركات المحلية والدولية والمطورين المستقلين والمهتمين في صناعة الألعاب، آخر ما توصلت له هذه الصناعة محليا وإقليميا وعالميا.
وأشار رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية المهندس عماد نجيب فاخوري إلى أهمية انعقاد القمة الثامنة لصناعة الألعاب الإلكترونية لتمكين الشباب والشابات الأردنيين وتزويدهم بالمهارات وتطوير قدراتهم الإبداعية.
وبين أن القمة من شأنها دعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة ومبادرات التشغيل الذاتي وإيجاد الفرص التدريبية في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، مضيفا أن الصندوق سيعمل على دعم القمة ونتائجها وتوصياتها.
يشار إلى أن القمة تعرض التغيرات الحاصلة في التقنيات الحديثة التي تعتمد عليها صناعة الألعاب الإلكترونية مثل تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي.
ويدعم صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية من خلال مختبر الألعاب الأردني الذي افتتحه جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2011 صناعة الألعاب الإلكترونية من خلال بناء جسور الالتقاء والتواصل وتبادل المعرفة ليصبح الأردن مركزاً لهذه الصناعة في المنطقة.
وتسعى القمة، التي تعرض قصص نجاح من الأردن في هذه الصناعة، إلى توفير فرص لتأهيل الشباب الأردني وزيادة فرص التشغيل بدلا من التوظيف، ورسم خارطة طريق بمشاركة المطورين المستقلين والشركات لإيجاد فرص تشغيلية وتسويقية جديدة تساهم في زيادة دخل المطورين والمهتمين بهذه الصناعة.
وفي مقابلات صحفية، قال رئيس رابطة صانعي الألعاب الإلكترونية في الأردن نور خريس، إن الرابطة التي تأسست في العام 2011 من خلال ائتلاف ضم 22 شركة أردنية تعمل في قطاع تصميم وتطوير الألعاب الإلكترونية، حظيت بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بهدف بناء قدرات الشباب الأردني وتمكينه للعمل في هذا القطاع الواعد، إلى جانب إيجاد فرص تشغيلية جديدة تدر الدخل عليهم بوجه عام.
وأضاف أن هذا القطاع يعتبر بيئة جاذبة لمختلف القطاعات والتخصصات العلمية، وبات اليوم من أهم القطاعات ذات الجدوى الاقتصادية على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الشركات الأردنية التي تعمل في هذا المجال أصبحت تزود مختلف متاجر التطبيقات العالمية بالألعاب الإلكترونية، حيث يحتل الأردن المرتبة الأولى عربياً في إنتاج وتزويد المحتوى الرقمي العربي في هذه الصناعة.
من جانبها، قالت المهندسة لجين البطيخي، إحدى مصممات الألعاب في الأردن، إن القمة وفرت للشباب الأردني فرصة مهمة للاطلاع على آخر التطورات الحديثة في قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية وتطويرها، إلى جانب التعرف على الشركات والأفراد المشاركين فيها في ضوء وجود مشاركة محلية وعالمية واسعة.
أما مالك باكير، أحد مصممي الألعاب المشاركين في القمة المتخصص في مجال تدريب الشباب عبر مختبر الألعاب المتنقل في مختلف مناطق المملكة، لفت إلى أن القمة أسهمت بإبرام العديد من الشراكات للعاملين في هذا القطاع مع عدد من الشركات العالمية.
ووفقا لمدير العمليات في متحف الدبابات الملكي تمّام الخصاونة، فإن المتحف أطلق مسابقة لتصميم لعبة إلكترونية تخدم المتحف وتجسد روايته بصورة عامة.