الاخبار
التاريخ: 15/07/2018
الأردن يطلق "دليلاً" لمحاربة الغلو والتطرف

الرأي - منال القبلاوي 
فيما يتجاوز فكر الغلو والتطرف بكافة أشكاله وأطيافه التطرف الديني إلى التطرف الاجتماعي والسياسي والفكري وعدم تَقبُل الآخر، فإن الأردن يؤمن قيادة ومؤسسات وأفراداً بأهمية التصدي لهذا الفكر.
ومن هنا، أطلق صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، دليل "محاربة فكر الغلو والتطرف" مؤخرا استمراراً لجهوده في مجال التوعية بمواجهة فكر الغلو والتطرّف وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي .
مدير الصندوق صائب الحسن قال الى "الرأي" ان دليل "محاربة فكر الغلو والتطرف" التدريبي المتكامل الصادر عن الصندوق هو الأول من نوعه في مجال مواجهة فكر الغلو والتطرّف.
وأوضح أن الصندوق هو من قاد الجهد في إصدار هذا الدليل بالتعاون مع العديد من المؤسسات والخبراء لغايات تحكيمه وتقيميه قبل اصداره بشكله النهائي.
وقال "إن الدليل حصيلة تجربة سنوات قام بها الصندوق من خلال مشاريعه وبرامجه التي تستهدف فئة الشباب، خلُصت الى اهمية إصداره ليكون في خدمة كافة المؤسسات التعليمية والشبابية المعنية في توعية الشباب بأخطار فكر الغلو والتطرف ومواجهة خطاب الكراهية على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي".

ومن منطلق ادراك الصندوق خطر هذا الفكر وابتعادا عن ثقافة انكار المشكلة المتمثلة بوجود وانتشار فكر الغلو والتطرف وخطاب الكراهية على مختلف ادوات ووسائط التواصل الاجتماعي, فان دور الصندوق تَمثل بتحويل المشكلة الى تحدٍ ووضع حلول وافكار وخطوات لمواجهتها.
وقال الحسن "إن اصدار الدليل يعد تتويجاً لجهود الصندوق التي بدأها العام الماضي إثر اطلاقه مشروعاً تدريبياً لتهيئة مجموعة من القادة الشباب ليكونوا مؤثرين وفاعلين في مواجهة فكر الغلو والتطرف على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، مبيناً أن الهدف منه أعداد فريق من المدربين الأساتذة لخدمة كافة المؤسسات التعليمية والشبابية في هذا المجال، اضافة الى دورهم كمؤثرين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي".
ويتكون الدليل بحسب الحسن من شقيين الاول هو( النظري ) والثاني (العملي) بحيث سيتم تدريب (120) شاب وفتاة موزعين في محافظات الجنوب والشمال والوسط خلال العام الحالي ليكونوا جاهزين لتدريب الفئة المستهدفة من طلاب مدارس وطلبة جامعات او الشباب الناشطين المعنيين للاستفادة من الدورات التدريبية التي يتضمنها هذا الدليل بشقيه العملي والنظري.
ويتضمن الشق النظري الجانب التثقيفي لتعزيز المخزون الفكري والثقافي لدى الشباب وتوسيع مداركهم من خلال تناول الافكار، تاريخ الانترنت، انترنت الاشياء، الاعلام الاجتماعي، حقوق الانسان، التنوع، الانتماء، الديمقراطية ودور ذلك في بناء المجتمع.
اما الجانب العملي فسيتم تدريب الشباب من خلال أنشطة ميدانية تدريبية تساعد المدربين على امتلاك الادوات والمهارات لمحاربة فكر التطرف والغلو ونبذ خطاب الكراهية عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال كيفية اطلاق حملات التأييد وتصميم المبادرات وتنفيذها والتخطيط الاستراتيجي.

وكشف الحسن ان فكر الغلو والتطرف على منصات التواصل الاجتماعي يقابله ضعف بالمحتوى والادوات في الطرف الاخر، وهو ما يتطلب مزيداً من الجهود، اضافة الى الاستثمار في المحتوى والادوات، مشيرا الى ان فكر الغلو والتطرف لا يرتبط بالدين فقط فحتى التيارات الفكرية السياسية الاخرى بأيدولوجيتها المفرطة قد تحتوي على فكر الغلو والتطرف.
أما عن جانب التدريبات العملية فسيتم تدريب المدربين على مهارات الاتصال الفعال بحيث يتم تدريبهم على مهارات الاتصال المباشر والفردي والجماعي بجانبيه المرئي والمسموع, استخدام الكاميرا، استخدام المقابلة والمناظرة في ايصال الفكرة , العمل المنظم للفريق وتحديد المهام والاهداف وتنظيم الفريق واختياره وتوزيع الادوار وبناء الصورة الانطباعية التي ترسخ في ذهن المتلقي.
كما سيتم وفق الحسن تدريب المدربين على إطلاق الحملات الاعلامية عبر وسائل التواصل وتنظيم حملة كسب تأييد مهارات من خلال إنتاج الفيديوهات وإستخدام الصور وغيرها ، منوها أن الدليل سيمكّن مجموعة من المدربين المؤثرين لينطلقوا بأدواتهم ليكونوا أصحاب مبادرات ذات اثر لمواجهة فكر الغلو والتطرف.
وتابع" نأمل من المؤسسات التعليمية والشبابية ومنها وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي والجامعات والمراكز الشبابية والاندية الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني الاستفادة من محتوى الدليل, لترسيخ الفكرة التي يحملها والتي يسعى الصندوق من خلالها للتأثير على الشباب وعلى مستخدمي الانترنت لتوعيتهم وتثقيفهم وتمكين قادة مؤثرين في المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
يشار الى أن الصندوق تأسس عام 2001 كمؤسسة اهلية تهدف الى المساهمة في التنمية الشاملة وتوعية المواطنين في محافظات المملكة كافة وتحفيزهم من خلال البرامج والمبادرات التي ينفذها بالتعاون مع مؤسسات القطاع العام والخاص.